Mansa Moussa dans les récits des auteurs musulmans
Résumé
ذكر منسا موسى في الكتب مصنفة من قبل المسلمين (العرب والبربر والسودانيين)
فمنسا موسى شخصية تاريخية مثيرة للجدل، فذلك مما جعله بين القبول والرد. فقد كان هذا السلطان مسلما متدينا. حسب بعض الروايات عاش في مكة خلال سبع سنوات لطلب العلم قبل تولى السلطة. ولما عاد إلى مالي، وذلك في القرون الوسطى، ملك خلال 25 وعشرين سنة، وذلك ما بين ((1307-1332 أو (1312-1337). مع ذلك، فالآراء تختلف حوله حيث أن ذكر شأنه في الأوساط الاجتماعية في مالي لم يزل مثيرا للجدل. فمن السكان من يتعصب له سيما دارسوا اللغة العربية والمسلمون بشكل عام، فيعتبرون أنه بطل من الأبطال الذين بذلوا قصارى جهدهم في سبيل خدمة الوطن وبلغوا مجده في ربوع العالم. ومنهم من يرى عكس ذلك كالمتعصبين للتراث والثقافة السودانية وكذلك المعتمدين على الروايات الشعبية الشفهية. فهذه المجموعة من السكان تعتبره الملك الذي انقطع عما كان عليه السلف من التراث والثقافة السودانية، و سعى إلى إدخال وتطوير الثقافة الأجنبية (العربية الإسلامية) في المجتمع المالي، مع أنه الكفيل لما ورث من السلف. و الأشد من ذلك أنة قام بتبذير ثروات الوطن إثر سفره إلى مكة المكرمة للحج وذلك عام 1324 حيث أن قيمة الذهب الذي حمله معه في قافلته أثناء هذا السفر تتراوح في الأصح بين 80 و 100 حمل بعيرا تبرا.
فإشكالية هذا البحث يتمثل في أمور منها:
إن هذا السلطان ملك خلال عقدين ونصف على امبراطورية كانت تتضمن عدة دول من دول إفريقيا الغربية الحالية، ولكن تاريخ هذه الفترة الزمنية مجهولة لدى كثير من شباب الجيل الناشئ في هذه المنطقة الجغرافية، وذلك لعدم وجود مصادر متكاملة التي تتناولها بالتفاصيل. ومن ناحية أخرى، سعى رواة الروايات الشفهية إلى طمس ذكر هذا الملك من تاريخ السودان أو وصفه بالسلبيات فحسب، ومبالغة البعض في تعظيم شأنه.
إن خبر هذا الملك وارد في مصادر متنوعة غير متكاملة ومع ذلك متعارضة في الوقت نفسه. كالروايات الشفهية وكتابات المسلمين وكذلك وثائق المستمرين، حتى تكاد تدرك التعارض وتضارب الأقوال جليا في روايات المؤلف الواد. فذلك نتيجة كثرة الرواة وتنوع المراجع.
و الأحرى من ذلك أنه من الروايات التي توهم بأن هذا الملك من أسوء الملوك الذين ملكوا بلاد السودان والأخرى على عكس ذلك، حيث تفيد وتأكد بأنه أحسن الملوك خلقا و فعلا من بين الذين تولوا السلطة في هذه البلاد.
فهذه ظاهرة تدفعنا إلى التساؤل فيما إن كان هذا الملك بطلا من أبطال غرب أفريقيا الذين ملكوا وعمروا البلاد أو من الذين سيطروا على الأمة وغربوا ودمروا البلاد. على أية حال مهما كان المرء أو كانت ولاية السلطان فلا تخلوا من إيجابيات و سلبيات.
لذلك قررنا أن نقوم بدراسة هذا الموضوع دراسة تحليلية وموضوعية، لا لإبراز سيرة هذا السلطان فحسب، بل للوقوف على الحقائق التاريخية لهذه الأمة في القرون الوسطى عن طريق منسا موسى لكونه الشخصية المركزية لهذا العصر.فمن هنا تكمن مهمة هذا البحث، لأن تسليط الضوء على الجوانب المبهمة من ولاية هذا الملك عبارة عن المساهمة في إبراز و بيان غوامض تاريخ عصر لم توجد لها وثائق إدارية متكاملة.
نظرا لأهمية الموضوع وتنوع المصادر ركزنا على المصادر المصنفة باللغة العربية من قبل السودانيين المسلمين والبربر والعرب الذين اهتموا بالموضوع كالعمري وابن خلدون وابن بطوطة ومحمود كعت وعبد الرحمن السعدي.
فقمنا بمقارنة روايات هؤلاء الخمسة وتحليلها موضوعيا لإبراز أوجه الشبه والاختلاف بينهم وبيان موقفنا تجاه كل رواية بشكل خاصة وكذلك الآراء المنبثقة من هذه الروايات بشكل عام.
فقسمنا البحث إلى قسمين رئيسين:
فالقسم الأول، تناولنا مشكلة عدم وجود المصادر الأولية المصنفة من قبل المواطنين السودانيين و بيان خصوصية المصادر المتوفرة من ذكر المؤلف والرواة وخصائص الكتاب ونحو ذلك. وكذلك لمحة تاريخية عن الإمبراطوريات التي سبقت إمبراطورية مالي والتي نابت عنها. ذكر سيرة منسا موسى من الطفولة إلى تولى السلطة وكذلك إيراد قائمة سالفيه من سلاطين مالي والذين ملكوا بعده. وأخيرا إبراز أهم مآخذ المعارضين لهذا الملك وكذلك آراء المساندين له.
أما القسم الثاني، يتركز على تحليل الروايات المصنفة بالعربية والنقاط الهامة التي تتضمنها تلك النصوص هي كالتالية: شخصية منسا موسى، و جغرافية مالي وكذلك ولاية هذا السلطان من سياسة وإدارة وتنظيم الجيش وكذلك علاقاته مع المسلمين المقيمين في دولته وكذلك علاقاته مع السلاطين المجاورة لدولته، خصوصا سلاطين المغرب العربي (المغرب ومصر). وكما يتناول هذا القسم سفره إلى مكة للحج لما في ذلك من استعداد الموكب وعبور الصحراء والإقامة في مصر و مكة و ما وقعت إثر سفره من الأحداث المهمة المستحقة ذكرها وفي النهاية عودته إلى مالي وأهم الإنجازات التي بعد العودة.
فملخص ما توصلنا إليه من خلال دراسة وتحليل هذه النصوص هو أنها على عكس ما عليه رواة الروايات الشعبية من ذكر المساوئ فحسب لمنسا موسى بل مؤلفوا هذه المصادر يميلون إلى ذكر الفضائل أكثر من الآخذ والسلبيات. حيث تفيد بعض الروايات أن الثروات التي تمت نقلها إلى الشرق إثر سفره استغلت جلها في شراء الكتب الدينية والفرس لتجنيد الجيش وكذلك شراء الممتلكات المعدومة في السودان. وعند العودة اصطحب الملك معه مجموعة من علماء الشرق للمساهمة في نشر العلم وتعليم أبنا المسلمين في هذه البلاد، وكذلك المهندسين لعمارة البلاد. فبنى القصور والمساجد والمدارس وأرسل الطلبة إلى المغرب و مصر للمواصلة. فكان أوائل علماء تمبكتو من الذين درسوا في المغرب العربي أيام منسا موسى وساهموا في نشر العلم بعد العودة.
ففي الختام، نقول بأن هذه نتيجة نسبية معتمدة على النصوص العربية. فمقارنة هذه النصوص مع الأخرى من الروايات الشفهية التي تم تدوينها بعد فترة الأحداث وكذلك روايات المستعمرين
Mansa Moussa was one of the Malian rulers of medieval times. He reigned in the 14th century for 25 years. However, the subject of this king remains controversial and very complex due to the diversity and contradiction of sources. His history is evoked in three sources of different nature, including the oral tradition of his country, the accounts of Muslim historiographers and chroniclers and finally the archives of Western explorers. The versions emanating from these different sources are contradictory to such an extent that a Master's thesis does not allow us to confront them, analyze them deeply and draw a final conclusion.
This being the case, we have deemed it necessary to tackle first the accounts of the Muslims which are of the same nature but, contradictory. The confrontation and the analytical study of these will allow us, nevertheless, to draw a partial conclusion. The comparison of the result of this study with other sources will be the subject of a later study in the framework of the preparation of a dissertation.
We have divided our work into two chapters. The first chapter is a general study that evokes the problem of sources and the different empires of the territories that make up present-day Mali, as well as the point of view of two tendencies with regard to Mansa Moussa, including the holders of the oral tradition and Muslim authors.
As for the second chapter, the emphasis is mainly on the analysis of Muslim sources, in particular, the versions evoking the reign of this king in general and the journey to Mecca in particular.
Mansa Moussa était l’un des souverains maliens au temps médiéval. Il régna au XIVème siècle durant 25 ans, nonobstant, le sujet de ce roi demeure polémique et très complexe de par la diversité et la contradiction de sources. Son histoire est évoquée dans trois sources de nature différente, dont la tradition orale de son pays, les récits des historiographes et chroniqueurs musulmans et en fin les archives des explorateurs occidentaux. Les versions émanant de ces différentes sources sont contradictoires à tel enseigne qu’une étude de Master ne nous permet pas les confronter, analyser profondément et en tirer une conclusion finale.
Cela étant, nous avons jugé nécessaire de s’atteler d’abord aux récits des musulmans qui sont de la même nature mais, contradictoires. La confrontation et l’étude analytique de celles-ci nous permettra, quand même, de tirer une conclusion partielle. La comparaison du résultat de cette étude aux autres sources sera l’objet d’une étude ultérieure dans le cadre de la préparation d’une thèse.
Nous avons reparti notre travaille en deux chapitre. La première partie est une étude générale qui évoque le problème de source et les différents empires des territoires constituant l’actuel Mali ainsi que le point de vue de deux tendances à l’égard de Mansa Moussa, dont les détenteurs de la tradition orale et les auteurs musulmans.
Quant à la seconde partie, l’accent est principalement mis sur l’analyse de sources musulmanes, notamment, les versions évoquant le règne de ce roi en générale et le voyage à la Mecque en particulier.
| Origine | Fichiers produits par l'(les) auteur(s) |
|---|
